التدخين smoking ليس من عصر كثرت فيه التجارب 300%
التدخين
smoking
ليس من عصر كثرت فيه التجارب 300% أي أن زيادكعصرنا هذا وكأن الإنسان قد أصيب بهوس التجارب وعدواها في كل ما يمت إلى حياته بصلة. وقد تكون هذه التجارب مجرد واجهه أو مدخل شرعي لممارسة كافة الرغبات والأهواء على اختلاف أنواعها وشذوذها حتى تتحول تلك التجارب أخيرا إلى عادة مستحكمة ظالمة تقود الإنسان حسب هواها ورغباتها. وأكثر ما ينطبق ذلك على عادة التدخين التي تحكمت بعقول الناس على اختلاف مللهم وعلمهم ومشاربهمرة
عادة التدخين آفة حضارية كريهة أنزلت بالإنسان العلل والأمراض كتأثيرها السيئ على الغدد الليمفاوية والنخامية والمراكز العصبية وتأثيرها الضار على القلب وضغط الدم والمجاري التنفسية والمعدة والعضلات والعين الخ ...
إنها تجارة العالم الرابحة ولكنه ربح حرام قائم على إتلاف الحياة وتدمير الإنسان عقلا وقلبا وإرادة وروحا. والغريب أن الإنسان يقبل على شراء هذه السموم الفتاكة بلهفة وشوق لما تحدثه في كيانهم من تفاعل غريب تجعله يلح في طلبها إلى أن تقضي عليه.
لا شك أن إغراءات الأصدقاء الواقعين تحت تأثير هذه العادة هي التي تعمل على إدخال البسطاء إلى عالمها الزائف الخادع حيث لا يتمكن أي منهم من التخلص منها إلا بعد شق النفس هذا إذا قدر له الخروج. وكأن الإنسان يظن انه يجد في هذه السموم ملاذا من همومه الكثيرة يهرب إليها في الشدائد والملمات. وهو لا يدري أن من يهرب إلى سم التبغ هو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأنه بذلك يستنزف قواه ويقضي على البقية الباقية من عافيته.
كأنك أيها الإنسان لا تعلم انك بذلك تسير إلى طريق التهلكة والخراب وأن السعادة لا تكون في الركض وراء أوهام خادعة، إنها لا تكون بتغييب العقل وحجبه عن أن يكون قوة فاعلة يهديك سواء السبيل، إن السعادة هي في تحاشي الأخطار ومجابهة التحديات وتنبيه القوى الخيرة في الإنسان. إنها في الإرادة الصلبة والتنزه عن المطالب الخسيسة والانتصار على الضعف والوهم، إنها في الحفاظ على الصحة وعلى القوة العقلية والبدنية لإبقائها صالحة لمواجهة الملمات عوضا عن هدرها سدا وتبديدها فيما لا طائل ورائه.
إن العاقل يسهر على إصلاح نفسه وليس من يتبع سبيل الخطأ بحجة أن الأكثرية تسير في هذا الاتجاه. والجاهل هو من لا يملك التفكير الصائب للحكم على الأمور فتهون عليه نفسه وصحته. إن من يبيح لنفسه إتلافها بكل وسيلة رخيصة لمجرد أن فيها لذة مزعومة هو إنسان فقد مقومات الإنسانية، انه إنسان يستحق الرثاء
بعد أن ازداد خطر عادة التدخين لا سيما في صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس والجامعات واستفحال خطره على الصحة فقد خصصت هذه الصفحة عن كل ذلك مظهرين بالحقائق والأرقام - لا بالعواطف والانفعالات - الخطر الكامن وراءه ووجوب محاربته على كل مستوى عن طريق التوعية الصحية والحذر من جعل الصحة مطية للشهوات وأداة للمقامرة. فالصحة هي الرصيد الحقيقي لكل دولة يحق لها أن تفتخر بنفسها وبمنجزاتها.
في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفوا أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
من الغريب أن أول إحصائية عن التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت في عام 1880 وكان تعداد السكان خمسين مليون فقط ثبت أنهم يدخنون 1,3 بليون سيجارة سنويا وحينما ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى240 مليون ارتفع عدد السجائر المدخنة إلى 536 بليون سيجارة سنويا.
من هذا يتضح أن السكان زادوا بنسبة ة السجائر أكثر من زيادة السكان 133 م
tarik.
خاص بالمراهقين عادة ما نرجع ثورة المراهق أو
خاص بالمراهقين
عادة ما نرجع ثورة المراهق أو المراهقة إلى الدماغ غير المكتمل وغير الناضج لدى كل منهما، ولكن كثير منا يتساءل: هل الدماغ هو سبب الثورة، أم أن الثورة العصبية والهيجان هي التي تشكل الدماغ؟ نشرت صحف ومجلات أمريكية وأوروبية تحقيقات مطولة جاء فيها أن الدماغ غير الناضج الذي لم يكتمل نموه وتطوره يعد مسؤولاً عن المشكلات العاطفية وأنماط السلوك غير المسؤول التي يقوم بها المراهقون. واستندت المقالات والتحقيقات المنشورة إلى العديد من الدراسات والأبحاث عن نشاط وتشريح أدمغة المراهقين وتكوينها البيولوجي. كما افترضت تلك الدراسات أنه في بعض الأحيان يستخدم كل من المراهقين والبالغين ذهنه ودماغه بطريقة مميزة تختلف عن الطرف الآخر عند أداء مهمات خاصة أو أعمال محددة. ورغم التقدم الذي أحرزته تكنولوجيا التصوير والتخيل على نشاط الدماغ وعمله فمن الخطورة افتراض أن لقطات من نشاط مناطق معينة في الدماغ توفر معلومات مفيدة وكافية عن أسباب التفكير وبلورة أفكار معينة أو الاحساس بشعور ما أو التصرف على نحو معين.
ويكرر الناس العاديون كثيراً حتى أصبح أسطورياً أمر الدماغ غير الناضج للمراهق وتحميله مسؤولية ما يعانيه من مشكلات ومتاعب. وفي 1904 ومن خلال مؤلفه الواقع في مجلدين ضخمين بعنوان “سن المراهقة” قال عالم النفس ستانلي هال إن المراهق غير كفء وعاجز وغير مسؤول بشكل أصلي وهذا جزء من صلب طبيعته الأساسية ولكن اتضح فيما بعد عدم صحة أفكاره وافتراضاته التي استند كثير منها إلى عوامل النمو الجسماني. وروج هال لنظرية “التلخيص” التي تقوم على أن المراهقة مرحلة حتمية لا يمكن تجنبها أو القفز فوقها في عملية التطور للإنسان، ومازال كثير منا يتفق مع ما ذهب إليه هذا العالم النفسي من أن ثورة المراهق واضطرابه مرحلة حتمية لا يمكن تجاوزها في مسيرة نموه وحياته. وهناك الكثير من مؤشرات القلق والتوتر في حياة ملايين المراهقين اليوم في الولايات المتحدة ودول غربية كثيرة، وتشير الاستطلاعات والاحصاءات إلى أن كل أبوين أمريكيين يتشاجران مع الأبناء المراهقين بمعدل 20 مرة في الشهر، وهذا مؤشر خطير على مدى معاناة كل من الطرفين. كما أشارت دراسة في 2004 إلى أن سن الثامنة عشرة هو نقطة الذروة للاحباط واليأس لدى المراهقين والآباء على حد سواء، بسبب المخدرات والجرائم وعملية الانتحار وغير ذلك من التصرفات غير الطبيعية، وإلى أن الانتحار هو السبب الرئيسي الثالث للموت في صفوف المراهقين. السؤال هو: هل حقاً أن هذه المشكلات حتمية ولا يمكن تجنبها؟ وإذا كانت فكرة أن دماغ المراهق هو الذي يسبب ثورته هي فكرة أو ظاهرة عالمية فإنه من المفترض بنا أن نجد هذه الثورة في كل أرجاء المعمورة أليس كذلك؟
في 1991 قام الباحثان أليس شليجل من جامعة اختصاصية الانثروبولوجيا في جامعة اريزونا وعالم النفس هيربت باري من جامعة بتسبرنج بدراسة شملت 186 مراهقاً فتوصلا إلى أن 60% لا يوفون بوعودهم تجاه المراهقين الذين أمضوا معظم وقتهم مع الكبار البالغين والذين لم تظهر عليهم علامات أي مرض عقلي أو نفسي أو سلوك غير اجتماعي.
وسبق تلك الدراسة سلسلة أبحاث ودراسات خلال الثمانينات قام بها جون وايتنج وبياتريس وايتنج الاخصائيان في علم الانثروبولوجيا في جامعة هارفارد وخلصا إلى أن متاعب المراهقين ومشكلاتهم تبدأ بالظهور في الثقافات الأخرى بعد وقت قصير من تعرضهم لتأثيرات غربية معينة مثل المدارس وبرامج التلفزيون والأفلام السينمائية.
ويرى بعض المؤرخين أن فترة المراهقة التي تتميز بالاضطراب العاطفي والنفسي والسلوكي ظاهرة حديثة لا يتجاز عمرها المائة عام ويصفها بعض الأكاديميين والمثقفين الأمريكيين بأنها فترة الامتداد الاصطناعي للطفولة ويقولون إن كثيراً من الأمريكيين قمعوا أبناءهم المراهقين وحكموا عليهم بالعجز وعدم الكفاءة وتعاملوا معهم كأطفال وكانوا ظالمين حقاً بسن وتشريع القوانين التي تحدد تصرفاتهم وتقيد سلوكهم. وأشارت عمليات المسح إلى أن القيود والإجراءات التي تحد من حرية المراهقين تزيد 10 مرات على تلك التي تقيد الكبار البالغين، بيد أن اتجاهات الثقافة الجديدة والمعاصرة الآخذة في التبلور حول المراهقين تشير إلى أن الثورة العصبية والاضطرابات في فترة المراهقة ليست حتمية بالضرورة وأنه يمكن تفاديها لكن هذا لا ينزع صفة الازعاج والمشاغبة عن المراهقين.
تشريح: استعان كثير من الباحثين والقائمين على جملة من الدراسات الحديثة حول المراهقين بتكنولوجيا الرنين المغناطيسي التي تسهل كثيراً رسم الدماغ وتفصيله تشريحياً ومن هؤلاء بياترز لونا من قسم علم النفس في جامعة بتسبرنج التي قالت إنها لجأت إلى تقنية الرنين المغناطيسي لاظهار أن استخدام الامكانات الذهنية في المناطق الأمامية ما قبل الجبهة يختلف عند المراهقين عن استخدامه عند البالغين الكبار. ومن جانبها قالت سوزان تابرت من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو والتي استعانت بهذه التقنية إن المراهقين يستخدمون قدراتهم العقلية بصورة أقل من الكبار في مسائل ومهمات محددة مثل الذاكرة. كما قام ايرفن فينبرج وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في ديفيز بدراسة على المراهقين واستخدموا فيها جهاز “مخطط كهربائية الدماغ” في إطار سلسلة الدراسات التي وظفت التكنولوجيا في سبيل الوصول إلى فهم أعمق وأفضل لأدمغة المراهقين وتشريحها وتكوينها وطريقة عملها. وتبين للكثير من العلماء والباحثين من تلك الدراسات أن التغييرات التي تحدث للدماغ ويمكن رصدها في سنوات المراهقة إنما تتوقف عليها سلسلة متصلة من التغييرات التي تحدث في معظم أوقات حياتنا.
ونتساءل: أمن المنطقي أن نقول إن سبب السلوك الإنساني يعود إلى تشريح الدماغ وتكوينه أو نشاطه وكيفية عمله؟ يؤكد الأكاديمي اليوت فالينشتاين في كتابه “لوم العقل” الصادر عام 1998 إننا نرتكب خطأ خطيراً في المنطق حينما نلقي اللوم على الدماغ في أي تصرف أو سلوك ولا سيما في ضوء النتائج التي تظهرها عمليات مسح وتخطيط الدماغ. كما أشارت الدراسات حول الذكاء والاستيعاب والإدراك وقوة الذاكرة إلى أن المراهقين وبكل المقاييس وبشتى الطرق هم أكثر تفوقاً من الكبار البالغين. وإذا ما أردنا أن نعرف السبب في خمول وكسل بعض الكبار وبعض المراهقين ولماذا بالضرورة تعكس أدمغتهم ما لديهم من اتجاهات للكسل وميول للخمول فلا بد لنا من القاء نظرة فاحصة على العوامل الوراثية والبيئية الخاصة بهم لأن عمليات المسح الدماغي لا تفيد هنا في دراسة هذه الحالات.
وإذا كان اضطراب المراهق وثورته ليس حتمياً بالضرورة فما هي الحقيقة إذن عن المراهقين؟ الحقيقة هي أن لديهم طاقة هائلة وغير طبيعية على المنافسة حتى ولو كانوا غير قادرين على التعبير عن ذلك بصورة طبيعية. وأظهرت دراسة قام بها روبرت ابشتاين الباحث في علم النفس ودايان دوماس التي تعد لنيل الدكتوراه في علم النفس في جامعة كاليفورنيا أن المراهقين قادرون أساساً على المنافسة والتحدي وتحمل المسؤولية وأنهم يتفوقون على الكبار في جملة من المهارات والمجالات بل يكون الفرق كبيراً ولافتاً بين الجانبين لمصلحة المراهقين في ميادين ومهارات محددة. وعلى سبيل المثال تبلغ ذاكرة الإنسان ذروة قوتها وحدتها في سن الثانية عشرة ثم تبدأ في الضعف والتراجع بعد فترة من الثبات وحينما يبلغ المرء الستين من عمره لا يتذكر إلا القليل والقريب الحديث العهد، كما أشارت معلومات وبيانات حصل عليها عن طريق عمليات المسح الدماغي ايريك كورتشيسني وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في سان ديجو إلى أن الدماغ البشري يبلغ أقصى سعة وحجم له في سن الرابعة عشرة وببلوغنا سن السبعين ينكمش دماغنا ليصل إلى حجم دماغ لطفل في الثالثة.
وبينت دراسات وأبحاث حديثة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول بكل وضوح أنه حينما نتعامل مع المراهقين كأنهم كبار ناضجون نجدهم غالباً يرتقون فوراً إلى مستوى تحمل المسؤولية وقبول التحدي، فنحن بحاجة إلى استبدال تلك الاسطورة الشائعة حول الدماغ غير الناضج بنظرة صريحة واضحة إلى مراهقين أثبتوا قدرة وتفوقاً وتميزاً عبر التاريخ في ثقافات أخرى وهي النظرة التي يجب أن نلقيها أيضاً على الطاقة الهائلة والكامنة في شبابنا الصغار المراهقين وكيفية الاستفادة منها.